كريمة مختار تنبأت بمشهد وفاتها قبل حدوثه بـ 10 سنوات
كريمة مختار فنانة من طراز خاص. لا يمكن أن تتذكر دور الأم في السينما أو الدراما المصرية إلا وتستحضر صورة ماما كريمة دون تردد. لأنها من أفضل من أدوا هذا الدور على الشاشة. للدرجة التي تجعل كثيرين يشعرون للحظة كما لو كانت أمهم بالفعل.
ولدت مختار في يناير عام 1934، ورحلت عن عالمنا في يناير 2017. بعد 83 عاما من العطاء والفن والأمومة، التي جعلت الملايين يلقبونها بـ «ماما كريمة». ولعل أيرز هذه الأدوار التي لعبت فيها دور الأم، على سبيل المثال لا الحصر، دورها في فيلم الحفيد، ومسرحية العيال كبرت. وأخيرا قبل رحيلها دورها الشهير «ماما نونة» في مسلسل يتربى في عزو.
وعن دورها الأخير بالتحديد، كانت لـ «ماما نونة» حكاية روتها عن كواليس مشهد رحيلها داخل العمل الدرامي. والذي بكت معه عيون المشاهدين تأثرا وحزنا عليها، حيث تؤكد «مختار» أنها شعرت بالفعل كما لو كانت تعيش لحظاتها الأخيرة.
تقول «مختار» خلال لقاء تلفزيوني ببرنامج «90 دقيقة»: «من ساعة الاسكريبت ما جالي وشوفت المشهد ده، كنت عماله أحاول أشيله من دماغي، علشان مش عايزاه يحاصرني طول الوقت».
وتتابع: «فلما الديكور بتاعه اتبنى وقربنا وبدأنا هنخش بقى على المرحلة دي، حسيت إن أنا عيانة. أسبوع كامل حاسه إن أنا عيانة ومقدرتش أروح التصوير».
مر أسبوع، وسألها المخرج: «تقدري تنزلي يا أستاذة التصوير؟»، لتخبره أنها ستأتي لأداء المشهد، مؤكدة أن شعورها لم يكن مرضي لكنه بالأساس خوف من مشهد كهذا، لدرجة أنها كانت ترتجف أحيانا. مضيفة: «قلبي ونبضي كانوا مش مستقرين. وبعد ما خلصنا المشهد مكونتش قادرة أشتغل بعده علطول، فضلت قاعدة شوية لحد ما قدرت أتجاوز الموقف ده».
تعايشت الفنانة مع المشهد وكأنه حقيقي، ولم تتوقع أن يكون بهذه الواقعية للدرجة التي تدفع البعض لوصفه بأنها كما لو كانت تتنبأ بأجواء رحيلها في الواقع، رغم أنها استمرت في عطائها الفني بعد هذا المشهد لمدة 10 سنوات إضافية لكن يبقى سردها لتفاصيله أقرب للواقع، حتى أنها بكت أثناء اللقاء.